باختيار الدرجة العلمية المناسبة لك تكون قد قطعت نصف الشوط، وباختيار الجامعة المناسبة لك تكون قد قطعت النصف الآخر. عند قراءة المنشورات الدعائية والنشرات الترويجية ومعلومات الجامعات، نتفاجأ أحيانًا بأن بعض الجامعات تتفاخر بكونها عضوًا في مجموعة رَسل. ورغم أن الكثيرين لا يعرفون بالضبط ما يعنيه ذلك، لا تزال هذه العضوية مصدر أهمية وقيمة كبرى لكثير من الجامعات!
هناك افتراض (وهو مجرد افتراض!) لدى الكثيرين بأن جامعات مجموعة رَسل أفضل من غيرها؛ فهي جامعات مرموقة ومتوسط نتائج طلابها أعلى من أقرانهم، وفرص العمل أقوى بالنسبة لهم. وبهذا، تُعد النظير البريطاني لرابطة آيفي ليغ (Ivy League) التي تضم الكليات الأكثر شهرة في الولايات المتحدة.
لكن هل هذا كله صحيح؟ يعتقد الكثيرون على عكس ذلك بأن الدرجة الجامعية من مجموعة رَسل ليست مهمة إلى هذا الحد البعيد، وأنك قد تستفيد أكثر عند دراستك في جامعات أخرى.
بالطبع قد تكون هذه المعلومات محيرة بالنسبة لك- ثق بنا، فلدينا الخبرة الكافية في هذا الشأن، ولذلك سنسهل الأمر عليك. في هذه المقالة، سنعرف ما هي مجموعة رَسل، ومدى أهمية الدراسة في إحدى جامعاتها.
ما هي مجموعة رَسل؟
تأسست مجموعة رَسل عام 1994، وهي عبارة عن اتحاد يضم 24 جامعة بحثية عامة في المملكة المتحدة. وقد اتحدوا بهدف تمثيل مصالحهم أمام الحكومة، وبدأوا في الضغط عليها لكي توفر لهم "الظروف المثلى للازدهار والاستمرار في إحداث تأثيرات اجتماعية اقتصادية وثقافية" من خلال أبحاثهم وتدريس طلابهم.
ونظراً لتأثيرها وأدائها، تتلقى جامعات مجموعة رَسل حوالي 75٪ من أموال المنح البحثية الجامعية في المملكة المتحدة. وعلاوة على ذلك، اعتبارًا من عام 2017، شغل خريجو مجموعة رَسل حوالي 60 ٪ من الوظائف التي تتطلب درجة علمية. ويمثلون 60٪ من الحاصلين على درجة الدكتوراه في المملكة المتحدة.
فلا عجب أن تستغل الجامعات الأعضاء مكانتها في المجموعة كدليل على رقيها.
ولكن من الجدير بالذكر أن مجموعة رَسل تختار الجامعات الأعضاء بنفسها، وهذا يعني أن الجامعات الأعضاء ليست بالضرورة هي الأفضل في المملكة المتحدة. ورغم أنها تضم نخبة الجامعات، لايزال هناك الكثير من الجامعات رفيعة المستوى ولا تنتمي إلى مجموعة رَسل.
الحقيقة الغريبة في هذا الأمر هي أن الكثير من الناس لا يفهمون تمامًا الدور الذي تقوم به مجموعة رَسل، وغالبًا ما يفترضون أنها تضمن جودة التعليم عموماً، بغض النظر عن نوع الدورة التي سيختارونها.
لماذا ينبغي أن تدرس في جامعة غير تابعة لمجموعة رَسل
على الرغم أن مجموعة رَسل تضم العديد من جامعات النخبة، فمن المهم أن نؤكد مجدداً على أن المجموعة نفسها مكونة ذاتيًا، ولم يتم تأسيسها بهدف أن تكون المؤشر الوحيد للتميز. وبناء عليه اختارت بعض الجامعات ذات التصنيف العالي عدم الانضمام إلى المجموعة لأسباب خاصة بها.
وكمثال سريع، لم تنضم جامعات سانت آندروز(the University of St. Andrews) (رقم 3)، وجامعة لانكستر (the University of Lancaster) (رقم 8)، وجامعة باث (the University of Bath) (رقم 9)، إلى المجموعة.
وفي الوقت نفسه، غالبًا ما تكون أكثر الجامعات ملاءمة لبرامج دراسية محددة غير تابعة لمجموعة رَسل. فعلى سبيل المثال، تم تصنيف جامعة دندي (The University of Dundee) كأفضل جامعة لدراسة الطب في المملكة المتحدة، ومع ذلك فهي ليست عضوًا في مجموعة رَسل. وعلاوة على ذلك، احتلّ دورة العلاج المهني بجامعة برادفورد (the University of Bradford) المرتبة الثالثة في المملكة المتحدة، بينما تأتي جامعة ستراثكلايد (the University of Strathclyde) ضمن أفضل 10 أماكن لدراسة القانون.
وباختصار، هناك الكثير من الجامعات والبرامج الدراسية المتميزة في المملكة المتحدة وفي الوقت نفسه لا تنتمي إلى مجموعة رَسل. وهذا دليل أكيد على أنك لست مضطرًا مطلقًا للالتحاق بجامعة معينة لمجرد أنها عضو في مجموعة رَسل.
هل يشترط أصحاب العمل الدراسة في إحدى جامعات مجموعة رَسل؟
هذا سؤال منطقي جداً. والجواب البسيط؟ يتوقف الأمر بشكل كامل على شهادتك ومجال تخصصك.
في الحقيقة، يهتم معظم أصحاب العمل بمهاراتك ومدى ملاءمتك للوظيفة، وليس بالجامعة التي التحقت بها. وبالنسبة لأغلب أصحاب الأعمال، ليس من الضروري أن تكون جامعتك عضواً في مجموعة رَسل أو حتى ضمن أفضل 20 أو 30 جامعة في المملكة المتحدة.
ومع ذلك، إذا كانت سيرتك الذاتية تحتوي على اسم جامعة مرموقة فإن ذلك يساعد بكل تأكيد على تميزها عن الآخرين. فكر في الأمر – قد تجد نفسك معجباً بشخص ما لمجرد معرفتك بأنه درس في كامبريدج، أو أكسفورد، أو هارفارد أو ييل في الولايات المتحدة. وفي الواقع، درس حوالي 80٪ من المحامين في المملكة المتحدة في جامعة أوكسبريدج (Oxbridge)! ولا تزال صناعات مثل القانون والهندسة والمالية تؤكد على أهمية الحصول على الدرجات العلمية من جامعات مرموقة.
ومع ذلك، في كثير من الحالات، تخضع قرارات تعيين الموظفين بشكل كبير لخبرة العمل والقيادة ومؤشرات النمو والتحفيز والتطوير.
ومع ذلك، قد يساعدك الالتحاق بجامعة ذات مرتبة عالية في فرص العمل بعدة طرق أخرى، بعيداً عن مستوى التعليم والبحث؛ فهناك يمكنك الاختلاط والالتقاء بأشخاص مؤثرين، وإقامة علاقات شخصية مفيدة والالتحاق ببرامج تأهيل الخريجين التي قد لا تكون متاحة في جامعات أخرى.
لكن تذكر مجدداً أن مجموعة رَسل لا تضم كافة الجامعات الكبرى في المملكة المتحدة.
السؤال الأهم: هل جامعات مجموعة رَسل مناسبة لي؟
نوصي دائمًا باختيار الدرجة المناسبة أولاً. وبالتالي فالجامعة المناسبة لك هي التي تقدم تلك الدرجة.
وبدلاً من التفكير الطويل والقلق بشأن ما إذا كانت جامعتك التي اخترتها عضو في مجموعة رَسل، قد يكون من الأفضل بالنسبة لك التفكير في عوامل أخرى، مثل هيكل البرنامج الدراسي والمناهج الدراسية التي تقدمها، ونمط حياة الطلاب، والمرافق والموارد الدراسية، بالإضافة إلى الهيئات والمنظمات الطلابية اللاصفية.
وإذا صادف وكانت الجامعة التي اخترتها من جامعات مجموعة رَسل، فهذا رائع! وإذا لم تكن كذلك، فلا تقلق بشأن ذلك على الإطلاق. فأكثر ما يهمك هو الحصول على التعليم المناسب الذي يؤهلك إلى الحياة المهنية.