على الرغم من أنهما تتشاركان اللغة نفسها، إلا أنهما تختلفان كثيرًا في نظام التعليم العالي، من حيث تكاليف الدراسة ومدتها، وظروف السكن ومنهجية التعليم ذاتها، وغير ذلك الكثير مما يجب أخذه في الاعتبار.
إليك فيما يلي 9 اختلافات بين الدراسة في المملكة المتحدة ونظيرتها في الولايات المتحدة الأمريكية.
الدراسة في المملكة المتحدة مقارنةً بالولايات المتحدة الأمريكية - 9 اختلافات بين الدراسة في المملكة المتحدة ونظيرتها في الولايات المتحدة الأمريكية
- اختيار تخصص شهادتك العلمية في بداية البرنامج الدراسي أو أثناءه
- تكاليف الدراسة
- مدة البرامج الدراسية
- منهجية الدراسة
- فرص العمل
- سكن الطلاب
- بيئة التعلم
- الجمعيات الطلابية
- الفرص المتاحة لاستكمال الدراسات العليا
- اختيار تخصص شهادتك العلمية في بداية البرنامج الدراسي أو أثناءه
في الولايات المتحدة، يختار الطالب تخصصه في نهاية السنة الدراسية الثانية، مما يمنحه متسعًا من الوقت للبحث والاستطلاع والتفكير مليًا قبل اتخاذ القرار.
كما يدرس الطلاب أيضًا مقررات إجبارية في المواد الأساسية مثل الكتابة والعلوم السياسية والرياضيات والعلوم، والتي قد تكون من خارج البرنامج الدراسي الذي اختاروه. وتشير التقديرات إلى أن 80٪ من الطلاب في الولايات المتحدة يغيرون تخصصاتهم مرة واحدة على الأقل أثناء الدراسة في الجامعة.
وعلى الجانب الآخر، في المملكة المتحدة، يجب أن يختار الطلاب تخصصهم قبل وصولهم إلى الحرم الجامعي، كما يدرسون عددًا محدودًا جدًا من المواد الأساسية الإضافية، إن وجدت.
فإذا لم تُحدد بعد التخصص الذي ترغب في اختياره أو ترغب في تجربة تخصصٍ معين لعام أو عامين، فستكون الولايات المتحدة هي الخيار الأفضل لك. أما إذا كنت مهتمًا بموضوعٍ أو تخصص معين، وقد حددت رغبتك باستكمال دراسته بنسبة 100%، فستكون المملكة المتحدة هي الخيار الأنسب لك.
- تكاليف الدراسة
قد تكون الفروق في تكاليف الدراسة بين البلدين هائلة في بعض الأحيان، ولكن ليس هذا هو الحال دائمًا. فبموجب القانون الذي دخل حيز التنفيذ في عام 2012، يمكن أن تصل المصروفات الجامعية في إنجلترا إلى حوالي 9000 جنيه إسترليني (حوالي 14300 دولار) سنويًا.
وبرغم ذلك، يجب القول بأن هذا ينطبق على الطلاب البريطانيين (والذين لا يزالون على أرض الواقع تابعين للاتحاد الأوروبي، ولكن من المحتمل أن يتغير هذا قريبًا جدًا).
غالبًا ما تفرض رسوم أعلى بكثير على الطلاب الدوليين. وباختصار، تضع الحكومة حدود الرسوم الدراسية المطلوبة، وتترك للجامعات القرار بشأن تحيد القيمة الفعلية لهذه الرسوم بحيث تقع في نطاق الحدود التي وضعتها الحكومة.
وعلى النقيض تمامًا، فليس ثمة قيود مفروضة على الجامعات في الولايات المتحدة فيما يتعلق بالرسوم التي يمكن أن تفرضها على الطلاب، حيث يمكن أن تختلف بشكلٍ كبير من جامعة إلى أخرى.
وعادةً ما تختلف الرسوم في الولايات المتحدة بالنسبة للمقيمين داخل الولاية عنها بالنسبة للمقيمين خارجها، وتختلف كذلك بالنسبة للجامعات الخاصة عنها بالنسبة للجامعات العامة. ويبلغ متوسط الرسوم الدراسية للجامعات الخاصة حوالي 29000 دولار في السنة، بينما قد تصل في بعض الجامعات إلى 50000 دولار في السنة.
- مدة البرامج الدراسية
تُعد مدة البرامج الدراسية من أكثر الاختلافات الملحوظة بين الدراسة في المملكة المتحدة ونظيرتها في الولايات المتحدة الأمريكية، حيث تقدم جامعات المملكة المتحدة برامج دراسية مدتها أقصر من مثيلاتها في الولايات المتحدة الأمريكية، بل وينطبق الأمر ذاته على جميع مستويات التعليم العالي هناك.
ففي المملكة المتحدة، عادةً ما تحتاج إلى 3 سنوات للحصول على درجة البكالوريوس، بينما في الولايات المتحدة، تحتاج إلى 4 سنوات لتحقيق الهدف ذاته. كذلك تحتاج إلى عام واحد فقط للحصول على درجة الماجستير في المملكة المتحدة، بينما يستغرق الأمر في الولايات المتحدة مدة عامين. وأخيرًا، تحتاج للحصول على درجة الدكتوراه في المملكة المتحدة بين 3 و 4 سنوات (باستثناء بعض البرامج الدراسية)، بينما تحتاج في الولايات المتحدة الأمريكية عادةً إلى مدة تتراوح بين 5 و7 سنوات.
قد يتبادر إلى ذهنك فورًا بعض الاستنتاجات حول مقارنة الجودة بالكم، ولكن الواقع هو أن ليس ثمة شواهد مؤكدة ترجح كفة أحد الخيارين على الآخر بشكلٍ مطلق، هذا على الرغم من أن تكلفة الدراسة تشكل بالطبع عاملاً مرجحًا في حال كنت مضطرًا لقضاء عام إضافي في الدراسة.
- منهجية الدراسة
هناك فرق كبير جدًا من حيث منهجية الدراسة، وسيعتمد تحديد الخيار الأنسب لك في الغالب على عاداتك الدراسية.
حيث أن منهجية الدراسة في جامعات المملكة المتحدة منهجية قائمة على المحاضرات، وقد تتضمن التقييم الذي يتم من حينٍ لآخر، ولكن قد يكون من المعتاد ألا يخضع الطلاب في جامعات المملكة المتحدة لأي تقييمات رسمية حتى انقضاء الفصل الدراسي، أو فترة امتحانات نهاية العام.
وعلى العكس، فمنهجية الدراسة في جامعات الولايات المتحدة قائمة بشكل أكبرعلى التقييم، ويُرَجَح أن يخضع الطلاب لتقييم أسبوعي أو نصف شهري أو شهري، حيث تضاف درجاته إلى درجات اختبار نهاية الفصل الدراسي كنسبة من الدرجات النهائية لكل مادة.
لا يزال نظام الدراسة في الولايات المتحدة الأمريكية يعتمد على الكثير من المحاضرات، ولكن قد يتم دمجها مع بعض الندوات أو ورش العمل الصغيرة أكثر بكثير مما قد تجده عادةً في المملكة المتحدة.
- فرص العمل
على الرغم من عدم وجود ضمانات للحصول على وظيفة بعد نهاية الدراسة مباشرة في كل من المملكة المتحدة أو الولايات المتحدة الأمريكيةً، لكن ثمة اختلافٍ بينهما في القواعد التي تحكم هذه المسألة.
ففي الولايات المتحدة الأمريكية، يُسمَح للطلاب الدوليين بالبقاء في الدولة لمدة 60 يومًا فقط بعد التخرج، وخلال هذه الفترة، ستحتاج كطالبٍ دولي إلى التسجيل في كلية أخرى، أو في أحد برامج التدريب العملي الاختياري (OPT) ليمكنك الحصول على عمل بتأشيرة الطالب الأكاديمي (F-1). ليس بالضرورة أن تسير الأمور بسلاسة، فقد يضطر العيد من الطلاب إلى مغادرة البلاد بعد انقضاء فترة الستين يوم.
وحتى وقتٍ قريب، كانت الأمور تسير على نفس الشاكلة في المملكة المتحدة، إلا أنه مع التغييرات الأخيرة التي جرت هناك، أصبح متاحًا للطلاب الدوليين البقاء والعمل في المملكة المتحدة لمدة تصل إلى عامين، مما يتيح لك تجربة حقيقية للعيش في البلاد خارج إطار كونك طالبًا في أيٍ من مستويات التعليم الرسمي، كما يتيح لك أيضاً وقتًا لدراسة المزيد من الخيارات المتاحة إذا رغبت في البقاء لمدة أطول.
- ما نوع السكن الذي تبحث عنه؟
لا أشك في أنك تدرك تمامًا أن الأمر لا يتعلق بالدراسة فقط. فماذا عن الاختلافات فيما يتعلق بظروف معيشة الطالب بين المملكة المتحدة والولايات المتحدة؟
أحد الاختلافات الصارخة بين البلدين يتمثل في نوع سكن الطلاب، لا سيما في السنة الأولى. فبينما تستضيف الجامعات في كلا البلدين طلاب السنة الأولى (وأحيانًا طلاب السنوات الأخرى أيضًا) في مساكن الطلاب عادةً، فنادراً ما تضطر في المملكة المتحدة إلى مشاركة غرفة واحدة مع طلاب آخرين. هذا يحدث نادرًا جدًا حقًا!
ربما تكون هذه من أكثر الأمور التي يتحفظ عليها المجتمع البريطاني، لكن السائد في بريطانيا أن يتوفر سكنًا منفردًا للطالب في غرفة خاصة أو شقة خاصة في مساكن الطلاب.
بعد السنة الأولى، يترك معظم الطلاب في المملكة المتحدة سكن الطلاب وغالبًا ما ينتقلون للعيش في سكنٍ خاص، عادةً مع الأصدقاء.
إذا سبق لك أن شاهدت فيلمًا أمريكيًا يتم تصويره في الحرم الجامعي، فستعلم تمامًا أن المعتاد هناك أن يتشارك أكثر من شخص السكن في غرفةٍ واحدة. وسواءً كان الأمر متروك لك حسب رغبتك (مثل كوب الشاي الخاص بك كما يقولون في المملكة المتحدة) أو لا، فهناك من يستمتع بوجود مرافق له في السكن خلال السنة الأولى وهو ما قد يكون صعبًا، بينما بالنسبة للآخرين، فإن فكرة مشاركة غرفة في سن الثامنة عشر مع آخرين قد تكون أسوأ كابوسٍ قد يمرون به.
- بيئة التعلم
تختلف المملكة المتحدة عن الولايات المتحدة تمام الاختلاف من حيث الثقافة والإمكانيات التي يمكن أن تقدمها كل بلد منهما، فالولايات المتحدة بلدٌ متنوع، سواء من حيث مناخه أو شعبه. وبحسب المكان الذي تريد الدراسة فيه، يمكنك العيش في كاليفورنيا أو فلوريدا بجانب الشاطئ، بالقرب من الحدود الكندية والثلوج والغابات، أو في مدينة صاخبة مثل نيويورك أو واشنطن العاصمة أو بوسطن على الساحل الشرقي.
وعلى الرغم من أن المملكة المتحدة تطل على شواطئ وسواحل رائعة الجمال، كما تضم مدنًا رائعة مثل برمنجهام ومانشستر ولندن، إلا أنها أقل تنوعًا.
إذا كنت تعرف بالتحديد نوع البيئة التي ترغب في الدراسة فيها، فيمكن أن تكون المملكة المتحدة هي الأنسب لك، ولكن إذا كان لديك شغفٌ لاستكشاف ومعايشة مناخات وثقافات مختلفة، فربما يناسبك العيش في الولايات المتحدة الأمريكية أكثر.
- الجمعيات الطلابية والنوادي
تختلف طبيعة الجمعيات الطلابية والنوادي في الولايات المتحدة الأمريكية عنها في المملكة المتحدة.
ففي الولايات المتحدة، تتنوع الأنشطة في النوادي من الفرق الموسيقية إلى الرياضات الجامعية والأخويات والجمعيات النسائية. كما يركز الطلاب في كثير من الأحيان على الأنشطة اللاصفية خارج المناهج الدراسية بقدر تركيزهم على دراستهم، مما يتيح لهم تجربة الحياة الجامعية على نطاقٍ واسع ومتنوع إلى حدٍ كبير.
لقد استكشفنا في مقالاتنا السابقة 8 جمعيات طلابية أمريكية غير مألوفة يجب أن تفكر في الانضمام إليها و8 جمعيات طلابية غريبة وغير مألوفة يمكنك الانضمام إليها في جامعات المملكة المتحدة - وهناك الكثير منها بالتأكيد!
أما في المملكة المتحدة، فعادةً ما يتولى الجمعيات الرياضية تنظيم الاتحادات الرياضية وقيادتها، حيث تختلف التزاماتك وفقًا لحجم مشاركتك التي تساهم بها حسب رغبتك.
تتسم الجمعيات بالمرونة، إذ لا تتطلب عادةً حدًا أدنى من الوقت لتقضيه هناك، مما يتيح لك ملاءمة أنشطتك اللاصفية جنبًا إلى جنب مع دراستك. لا تتوفر في المملكة المتحدة أيضًا بعض الجمعيات والنوادي التي تتوفر في الولايات المتحدة، مثل الحياة اليونانية (أو جمعيات الحروف الإغريقية).
- الفرص المتاحة لاستكمال الدراسات العليا
كما ذكرنا سابقًا، يختلف هيكل نظام التعليم في المملكة المتحدة عن نظيره في الولايات المتحدة الأمريكية. ففي الولايات المتحدة يحدد الطلاب أولًا التخصصات التي يتطلعون إلى الدراسة المتقدمة أو التخصص فيها عند التحاقهم بالجامعة. فمعظم المهن المتخصصة، سواء كان ذلك في الطب أو القانون أو الهندسة، تتطلب الحصول على مؤهل من كلية الدراسات العليا في التخصص ذاته.
أما في المملكة المتحدة، فإن معظم الطلاب يتعلمون بالفعل الكثيرعن مجالاتهم التي يرغبون بالتخصص فيها حتى قبل أن يفكروا في الحصول على شهادة عليا.
وفي حين يمكن للطلاب في الولايات المتحدة دراسة أحد برامج الدرسات العليا في الحقوق أو الطب حتى وإن لم لديهم شهادة جامعية بأي من هذين التخصصين، نجد أنه من النادر أن يلتحق الطلاب بأحد برنامج للدراسات العليا في المملكة المتحدة دون أن يكون حاصل على درجة جامعية في التخصص الذي سيدرسه.
ومع ذلك، فمن الممكن دراسة القانون والطب في المملكة المتحدة دون الحصول على شهادة جامعية في أي من هذين التخصصين، على الرغم من أن معظم الجامعات تتطلب الحصول على شهادة في بعض الموضوعات ذات الصلة بالمجالات ذاتها.
هل تفكر بالدراسة في الخارج؟ إذًا، لِمَ لا تستكشف موقع إدفويEdvoyللاطلاع على كافة المعلومات التي تحتاجها لتتخذ القرار السليم بشأن مستقبلك.