عندما تتوجه إلى الجامعة، لا سيما كطالبٍ دولي، اعلم أن ستقضي وقتًا مثيرًا ولكن قد يشوبه القلق بعض الشئ. تعمل الجامعات في جميع أنحاء العالم بجد لبناء شبكات ممتازة لدعم طلابها، حيث يشكل الارتباط بينك وبين أستاذك جزءًا مهمًا من ذلك في مناسباتٍ عدة. وفي أغلب الأحيان، ستتعلم على يد هذا الأستاذ الذي ستخصصه الجامعة ليقوم بمهمته تجاهك على مدى فصلٍ دراسيٍ كامل، مما يعني أنه من المهم جدًا أن تكون صداقةٍ معه. فالأستاذة لن يكونوا مجرد قوةٍ ترشدك وتدعمك حتى تتأقلم، ولكنهم سيعملون أيضًا على نقل معرفتهم الواسعة المتعمقة لمساعدتك في الحصول على أفضل التقديرات. في هذا الأسبوع، أسترجع تجربتي في تكوين صداقةٍ مع أستاذتي حينما توجهت إلى الجامعة، وسأعطيك كل النصائح والأسرار التي من المؤكد أنها ستجعلك وأستاذك أفضل أصدقاء في غضون أسابيعٍ قليلة.
اعرف طريقك إليهم
إن أول عقبة في تكوين صداقة مع أستاذك هي أن تعرف طريق الوصول إليهم. قد يبدو هذا سخيفًا في البداية، وبصراحة يعتمد الأمر على الجامعة نفسها، فقد تجد أستاذك في مكتبٍ في مبنى غامض بعض الشيء في الحرم الجامعي. لقد كانت أستاذتي كامنة في أعماق مبنى تاريخي مترامي الأطراف، وفي المرة الأولى التي حاولت فيها العثورعلى مكتبها، لم أكن أعرف رقم الغرفة وضللت طريقي في المبنى. كان الأمر مضحكًا جدًا وقتها، ولكن إذا نظرت إلى الماضي، فبالتأكيد لم أرد أن أترك انطباعًا أوليًا سيئًا عني وأنا متأخر لمدة ساعة كاملة عن اجتماعنا الأول!. من الأفضل دائمًا أن تحفظ الطرق المؤدية إلى الفصول الدراسية، ولكن ما لا يقل أهميةً عن ذلك هو أن تعرف جيدًا طريقك إلى مكتب أستاذك لتقصده عندما تحتاج إليه.
إذا وجدت كتابًا أو مقالًا لهم، إقرأه
معظم الأساتذة أكاديميون أيضًا في مجالك، مما يعني أنهم حتمًا سوف (وسيظلون) يعكفون على إصدار كم هائل من المقالات والكتب المتعلقة بموضوعات مرتبطة تخصصك. إن قراءة بعض أعمالهم ليست فقط مهمة لفهم كيفية ترتيب أولوياتهم (مما يساعدك على الكتابة في موضوعات الواقعة في دائرة اهتمامهم - ثق بي)، بل يعني هذا أيضًا أن فهمك للبحث الذي يجري في تخصصك قد تحسن كثيرًا. يُعد الأستاذ ثروة من المعلومات المتاحة أمامك - لذا، إذا كان لديك أي أسئلة يمكنك طرحها عليهم شخصيًا من دون أن يتواجد معكم أي طلاب آخرين، فهذه فرصة يجب أن تحقق أقصى استفادة منها وأنت تحت إشرافهم وتوجيههم.
لا تخشى مراجعتهم
في بعض الأحيان يمكن أن تخشى التعامل مع أحد أساتذتك أو أستاذيك بسبب مكانته المرموقة. لكن تذكر أنهم أناس مثلك أيضًا - سيتفهم الكثير منهم التحديات التي تواجهها وسيكون بإمكانهم إرشادك إلى الطريق الصحيح، حتى وإن لم يدعمك شخصيًا. وسيكونون قادرين على المساعدة في أغلب الأوقات، لذا حاول ألا تخشى البحث عنهم واستشارتهم عندما تحتاج إليهم.
فاجئهم بهدية خاصة
إن أحضار هدية أعددتها بنفسي عند مقابلة أستاذ جديد هو أحد الأمور المفضلة بالنسبة لي. عندما تقدم هدية تصنعها بنفسك تعكس فيها شخصيتك أو ثقافتك المحلية فأنت تعبر بذلك عن ارتباطك بمن تهديه هذه الهدية بطريقة رائعة. ويُحتمل أن تقضي وقتًا طويلاً مع أستاذك على مدار العام (أو الأعوام) التي تظل فيها تحت إشرافهم، لذا فإن الاستثمار في هدية بسيطة تعبر عن تقديرك له أمر يستحق العناء. يمكنك أن تحضر هديتك في اجتماعك الأول معه، أو أن تتركها في مكتبه مصحوبة بورقة ملاحظات عليها بعض العبارات المهذبة الرقيقة – مما يمنحك مبرراً مناسبًا لتعرف مكان مكتبه للمرة الأولى بعيدًا عن ضغوط المواعيد والاجتماعات!
تصرف على طبيعتك
الأهم من كل ذلك، تذكر أن تكون على طبيعتك. إن مهمة أستاذك هي مساعدتك على الاستقرار والازدهار في بيتك الجديد، حيث يشكل الأستاذ جزءًا مهمًا من شبكة الدعم في الجامعة. ويجب أن تكون صادقًا معه بشأن ما يثير قلقك ومخاوفك حتى يمكنهم مساعدتك في التغلب عليها، وضمان حصولك على كل الدعم الذي تحتاجه كي تستطيع بذل قصارى جهدك في دراستك بالجامعة. كما لدى الأستاذ أيضًا نصائح وخبايا رائعة حول أفضل أماكن التعلم والدراسة والطعام أيضًا في الحرم الجامعي ( لقد قضوا عمرًا طويلًا في الجامعة)!